بدرة الزعبي تحقق الأمن المعيشي لأسرتها وتسعى لتوسعة مشروعها لتصنيع الألبان

عبدالله الربيحات

عمان- بدرة الزعبي.. امرأة ريفية طموح، تعمل لتأمين مصدر دخل إضافي لعائلتها، اجتهدت خلال فترة تنقلها من مهمة إلى أخرى حتى استقتر في صناعة الألبان، وتمكنت من بناء بيت لعائلتها وتسهم باستكمال تعليم ابنائها الجامعي. اضافة اعلان
في لقاء مع بدرة قالت، في حديث خصت به "الغد"، إنها ومنذ صغرها تحب العمل، إلا أنها تزوجت دون إتمام دراستها، لكنها وجدت متنفسها في العمل، بحيث "بذلت جهدا كبيرا بالاعتماد على نفسي في تأمين دخل إضافي لأسرتي، يدعم راتب زوجي العسكري، فبدأت أعمل في منزلي (غرفتان في بيت أهل الزوج) في مجال بيع الملابس والادوات المنزلية برأس مال يكاد لا يذكر".
وَأضافت "كنت أشتري بضاعتي من السوق السوري في مدينة الرمثا، وأبيعها بالتقسيط، لكن الظروف الصعبة التي مرت بها سورية، أدت لإغلاق الحدود معها، وهذا أثر سلبا على تجارتي وأضعفها، مع ازدياد مصاريف ومتطلبات أسرتي، علما بأننا كباقي العائلات المستورة، يذهب نصف راتبها لسداد القروض ومصاريف الدراسة الجامعية، ومع ذلك أخذت عهدا على نفسي بإكمال طريقي الذي بدأته، ومواجهة الصعوبات لتأمين حياة كريمة لعائلتي".
توجهت الزعبي للعمل في تصنيع الأجبان والألبان، بعد أن اخبرتها جارتها الموظفة في محطة الخناصري لبحوث الثروة الحيوانية التابعة للمركز الوطني للبحوث الزراعية، عما يقدمه المركز من نصائح وإرشادات للمزارعين في مجال التربية الحيوانية وصناعة مشتقات الحليب.
وبينت أنها وبمساعدة مهندسي "البحوث الزراعية" والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا)، جرى تزويدها بآلة لفرز دسم الحليب، ما ساهم برفع مستوى إنتاجها وتوفير الوقت والجهد في العمل.
وأوضحت انها قبل استلام الآلة، عانت من طول زمن التصنيع، فضلاً عن استهلاك الثلج والماء والكهرباء، بينما توسعت حاليا بمشروعها، وأصبحت تشتري أضعاف كميات الحليب السابقة، وتنتج كمية أكبر من الزبدة، تضاهي ما كانت تنتجه بالطريقة التقليدية، ما انعكس ايجاباً على دخلها.
وقالت الزعبي "لحسن حظي أن منزلي يقع في أطراف مدينة الرمثا، إذ يقيم بعض البدو والعاملين في تربية الأغنام، وخلال جائحة كورونا ومنع التجوال ومتابعة إرشادات المركز الوطني الخاصة بالصناعات اللبنية، بدأت بشراء الحليب بالذهاب الى الاطراف مشياً على الأقدام، ومن ثم جلبه وتصنيعه، بخاصة المشتقات التي تدوم صلاحيتها طويلا، مثل اللبنة المحفوظة بالزيت، السمن والجميد.
واجهت بدرة العديد من المشاكل في عملها، لكنها كانت دائما تجد حلولا مبتكرة، فتتجاوزها، ومن ابرز ما واجهها عدم توافر حليب الغنم، بخاصة في فصل الصيف بسبب موسمية الإنتاج، وتوقف المنتجات اللبنية بين شهر آب (اغسطس) ولغاية كانون الاول (ديسمبر)، لذا؛ فإنها خلال هذه الفترة، تتجه الى حليب البقر لصناعة مشتقات الحليب.
كما تغلبت على مشكلة "حموضة اللبن" باستخدام الروبات اللبنية الجافة الصحية، وفقا لنصحية باحثي ايكاردا والمركز الوطني للبحوث الزراعية، مبينة أنه وعبر متابعتها المستمرة مع باحثي المركزين "تعرفت على طرق جديدة وحديثة لصناعة المنتجات اللبنية، والتي تضمن تحسين جودة المنتج وسلامته على المدى البعيد، وتخفض كلف الإنتاج".
ونصحت الزعبي المرأة العاملة في تصنيع الألبان، أن تهتم بالنظافة والجودة، مشيرةً الى الاستفادة من النصائح العلمية المقدمة من المركزين، لانه بفضل ذلك "تضاعف دخلي يوماً بعد يوم، وازدادت خبرتي وتوسعت منتجاتي".
وتمنت الزعبي توسعة مشروعها، والتمكن من الوصول لزبائنها بشكل يتناسب والمنتجات التي تصنعها، من حيث التغليف والشكل الخارجي.
وبينت انها ستنتج قريبا مواد لبنية مخفضة الدسم وخالية الدسم، لمن يعانون من بعض المشاكل الصحية كأمراض القلب، والسمنة والسكري. وتؤكد أنها في حال توسع مشروعها ستحاول أخذ شهادة الآيزو للتميز.